همسة في أذن أصحاب الابتلاءات
لله سبحانه وتعالى حكمة في خلقه بكل شيء في الكون ، فقد خلق المرض وعلاجه ، الخير والشر ، الليل والنهار ، كل شيء وعكسه للحفاظ على توازن دورة الحياة .
وقد اعد الجنة والنار في آخر المطاف جزاءً للعالمين من الأنس والجن وكلٌ حسب عمله في الدنيا وبرحمته تكون النجاة والفوز الأكيد .
وبين هذا وذاك فقد اصطفى الله تبارك وتعالى من بين خلقه أناسٌ ميزهم بمميزات لا يعلم مداها ولا جزائها إلا هو سبحانه وتعالى .
ومن هؤلاء المميزين - أصحاب الإعاقة - فمنهم من ولد بها ، ومنهم من أصابه إبتلاء أدى إلى الإعاقة ، وهذا حال كثيرٌ من الناس على مستوى العالم ، قد يرى البعض ان أصحاب الإعاقة مساكين أو أن الله والعياذ بالله قد ظلمهم ✋
( حاشاه ان يظلم مثقال ذرة )
هل يستوى أهل الابتلاءات وأهل العافية يوم القيامة ؟
والإجابة تأتي بالجائزة كما قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم [ إن عظم الجزاء من عظم البلاء وإن الله إذا أحب قومٍ ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ] رواه الترمذي وابن ماجه .
فالمبتلى من الممكن أن تغفر له جميع ذنوبه بسبب الصبر على الابتلاءات قال رسول الله إن الله إذا أحب عبد ابتلاه فاللهم زدنا حباً فوق حبك لنا
فيا أيها المبتلى فلتحمد الله تعالى حمداً كثيراً دائماً مستمراً لا ينقطع على ما منحك إياه من خيرٍ ، وهنيئاً لك إن صبرت على ما ابتلاك الله به، لأن المبتلون سيدخلون الجنة بدون حساب برحمة الله تعالى بهم بعد صبرهم على الإبتلاء ، وبقولهم إنا لله وإنا إليه راجعون ، فيأتي منادي يوم القيامة من عند الله ويقول من كان له عند الله ديناً فليتقدم لأخذه فتتعجب الخلائق وتقول من هذا الذي لديه ديناً عند الله، فيقول المنادي من أدمع الله عينه وأحزن قلبه في الدنيا ، فتقوم خلائق كثيرة، فيقول المنادي إن الله لن يعطي إلا من كان في صحيفته الصبر أي كان من المبتلين الصابرين حقاً على قضاء الله وقدره في الحياة الدنيا .
قال الله جلَّ في علاه ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا اصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلواتٌ من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون .
مرحبا بكم سيتم الرد على تعليقكم بأسرع وقت